الجمعة، 16 سبتمبر 2016

أَيُّ شاحِنٍ لَدَيْك؟

عندما يبدأ الشخص منا بتجهيز مسلتزمات سفر قريب -على سبيل المثال-، غالبا ما سيكون محتاجا إلى أجهزة إلكترونية كثيرة، وهي بالتأكيد تعمل بالطاقة. تتنوع حاجة كل جهاز نملكه إلى الطاقة حسب قوة بطاريته، وتتنوع الشواحن التي نستخدمها لشحنها تنوعا كبيرا. الموضوع قد لا يلفت انتباهنا في الغالب ولكن عندما نتأمل الأجهزة الإلكترونية التي نملكها والشواحن التي نستخدمها لتوفير الطاقة لها، نجد أن هذا الموضوع قد يكون مهما جدا لفهم وتنظيم علاقاتنا اليومية في الحياة.

فلنتأمل الأجهزة أولاً، تتنوع الأجهزة وتتنوع قوة بطارياتها وتتفاوت مدة حاجتنا إلى شحنها مرة أخرى، فمنها مالا نحتاج إلى شحنه إلا كل سنة أو سنتين كالساعات التقليدية، ومنها ما نحتاج إلى شحنه أسبوعيا كالسيارات، منها ما نحتاج إلى شحنه يوميا كالهواتف الذكية -في الغالب- ومنها مالا يمكن أن نتوقف عن شحنه أبدا وإلا توقف عن العمل كالمكيفات. فصاحب الهمة "الكبيرة" لايحتاج إلى شحن همته كل يوم. وصاحب الهدف الواضح لايحتاج إلى تذكيرٍ كل ساعة، وصا... عذرا على تغيير الموضوع، فلنعد إلى الأجهزة والشواحن.

أما الشواحن، فمنها ما يوفر طاقة تشحن البطارية في دقائق ومنها مايحتاج إلى ساعة لشحن نفس البطارية فهو ضعيف لايقوى على شحن أحد. من جانب آخر منها مايكون ذا جودة عالية فيستمر معك طويلا ومنها ما يعطب عند أول حاجة حقيقية له. ليس من المهم العلامة التجارية للشاحن سواء كان "ملتزما" أم "من الربع" أو حتى "من الأهل"، بل المهم هو هل هذا الشاحن يمدنا بالطاقة المرجوة؟ فلا فائدة من علامة تجارية ممتازة لشاحن من نوع لانحتاجه.

وإن أردنا أن نحدد أهمية الشواحن وحجم حاجتنا لها علينا تأمل أهمية الأجهزة بالنسبة لنا، فإن كانت الأجهزة لايمكن الإستغناء عنها فلابد من أن نملك مجموعة من الشواحن لها لكي نضمن عدم نفاد طاقتها مهما كانت قوة بطاريتها، وإن كان الجهاز هامشيا فلا داعي لإضاعة الوقت مع شخص لايمكن أن يشحن إلا سفاسف الأمور والتوافه من الاهتمامات.


الرسالة هنا هي أن على كل شخص منا أن يفكر في أهدافه وطموحه، ثم يحدد المهم من الاهتمامات والمهارات والصفات (الأجهزة) ليبلغ أهدافه ويحقق طموحه، ثم عليه أن يتأكد دائما بأنه يحيط نفسه بأصحاب ومصادر (شواحن) تقوي مهاراته وهمته وتعينه على المضي قدما على الطريق الصحيح.