الخميس، 19 يناير 2012

04 - ملاقاة العالم في قاعة..


الحمدلله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور، استيقظنا عليها اليوم وكأننا قد نمنا قرونا من أثر الرحلة الطويلة. بدأنا يومنا بالإفطار في الفندق. المميز في هذا الإفطار أن جميع الوفود المشاركة قد وصلت، لهذا كنت وشباب الوفد البحريني في جلسة خاصة لـ"تحليل" شخصيات المشاركين. وكان أول من التقينا بهم أعضاء من الوفد البرازيلي، المضحك بأننا جميعا حييناهم بالسلام ظنا منا بأنهم من الوفد المصري، فقد كانت وجوههم ذات ملامح عربية. بدانا الدردشة وعلمنا منهم بأنهم قد تم ترشيحهم للبرنامج بعد أن حصدوا المراكز الأولى في إحدى امتحاناتهم الوطنية الجامعية، الغريب في الوفد البرازيلي بأن جميع أعضائه لايلعبون كرة القدم، بالطبع جميعنا كنا نظن بأن الإنسان لا يكون برازيليا حتى يبلغ درجة من الفن في كرة القدم ولكن يبدوا بأن البرازيل متنوعة الهوايات كأي دولة أخرى في العالم.
بعد الإفطار استغلينا الفترة الحرة في أخذ جولة حول الفندق مستمتعين بالجو البارد الجميل. لم تطل الجولة كثيرا، فقد كنا بحاجة إلى أن نعود إلى الفندق استعدادا لبرنامج التأهيل للسكن مع العائلة اليابانية (يسكن كل مشارك مع إحدى العوائل اليابانية في أحدى المدن الأخرى).
عند موعد الاستعداد توجهنا إلى مكان التجمع، مرتدين ملابسا خفيفة ظنا منا بأن البرنامج سيكون بداخل الفندق. وتفاجأت جميع الوفود بأن البرنامج سيكون في مكان آخر، وأن علينا أن نسير لحوالي 15 دقيقة لنصل إلى المكان، وبالطبع فالوقت لايسمح للعودة إلى الغرف وإحضار المعاطف، فكان المنظر مضحك أن أرى الجميع ترتعد فرائصه من البرد، وأن أرى محاولات البعض لتدفئة أنفسهم، فالبعض بدأ بالقفز في مكانه، والآخر بدأ بالجري، وغيرها من الحركات. كل هذا  وأنا -كالعادة- مستمتع من برودة الجو الطبيعية بالنسبة لي، فلست من النوع الذي يشعر بالبرودة كثيرا.
وصلنا مكان البرنامج، وبدأ البرنامج بتعريفنا بالطاقم الإداري وشرح مبسط عن المناطق التي ستزورها الوفود المشاركة، إضافة إلى شرح للبرنامج قبل الصعود إلى السفينة وبعض الملاحظات العامة. بعد ذلك انطلقنا إلى الفندق بنفس طريقة القفز والجري للهرب من برودة الجو -لدي البعض- لتحضير أنفسنا للعشاء الرسمي الذي سيحضره نائب رئيس مجلس الوزراء وبعض سفراء الدول المشاركة.
أنهينا التجهيزات اللازمة، ثم توجهنا إلى مقهى قريب بحثا عن اتصال بالإنترنت، ولكن وللأسف النظام في اليابان لايساعد السياح في قضية الاتصال بالانترنت، فالشبكات موجودة في كل مكان، ولكن يجب ان تكون تابعا لهذه الشركة حتى يمكنك استخدام الإنترنت (حتى WiFi). وعلى الرغم من ذلك لم تضع هذه اللحظات البسيطة التقينا بأعضاء من الوفد المصري وتجاذبنا أطراف الحديث حول الثورة وانطباعاتهم وآرائهم في ما يجري الآن، ففي النهاية لم يكن الامر مضيعة للوقت.
بعد ذلك توجهنا إلى مكان العشاء وبدأ البرنامج بالكلمات الرسمية، ثم تعريف لجميع المشاركين في البرنامج، ومن ثم العشاء.
بعد العشاء التقينا بمصعب (صديقنا الإماراتي) مرة أخرى وذهبنا إلى ناطحة سحاب في وسط طوكيو واستمتعنا بمشاهدة طوكيو من ارتفاع 52 طابق.

خواطر:
1- بدأنا اليوم بالانخراط مع بقية الوفود، فبدأت الفوارق الدينية والثقافية بالظهور، بالطبع التحية تكون بالمصافحة. ولكن فرحت كثيرا بالتنظيم للبرنامج، فقد تم إرسال كتيب تعريفي لثقافات البلدان المشاركة، لذا كان معظم المشاركين يعلمون بأننا لانصافح الجنس الآخر، وعلى الرغم من ذلك كان البعض ينسى ويمد يده فنخبره بالأمر فيتفهم كثيرا من دون أي إحراج. جميل هو شعور تفهم وتقبل الآخر برحابة صدر، والمحزن بأننا في بلد إسلامية تفهم الآخرين جزء من ديننا ولكننا لا نتقبل الأمر. فعلى الطرف الآخر حضر العشاء الرسمي اثنين من السفارة البحرينية (رجل وامرأة) فعند التحية مدت المرأة يدها وبدأت بمصافحة الجميع (وكأنها لاتعلم عن ديننا وثقافتنا)، الغريب في الموضوع هو نظرة الاحتقار التي حصلت عليها بسبب تمنعي من المصافحة. هذا هو الأمر الذي أغضبني.
2- في جميع اللقاءات الجماعية، كان المتحدث -مهما كان منصبه وثقافته- يخطب باليابانية ومن بعده نسمع الترجمة. لدرجة أن البعض كان يكلمنا بالإنجليزية بطلاقة ولكنه ما إن يبدأ خطابه حتى يتكلم باليابانية. هذا الأمر وبصراحة لم يعجبني، ولكنه يدل على اعتزاز باللغة، فنحن اليوم وللأسف نفتخر بتكلم أبنائنا الإنجليزية وإن كانوا لايتقنون من العربية شيئا حتى أصبحت اللغة العربية الفصيحة "لغة الفقراء" من الناس. الصحيح والأمثل أن يكون الشخص مميزا في لغته ومعتزا بها (فكيف إذا كانت لغة القرآن!!) إضافة إلى تميزه في لغة عصره التي تساعده على أخذ العلم.


أحمد العوضي
19-1-2012






شهادة مطبوعة بأن اللحم الذي قدموه لنا حلال 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق