الجمعة، 27 يناير 2012

08 - انطلاقة جديدة، وبداية حقيقية


استيقظت اليوم وأنا مستغرب من استيقاظي المبكر، فلم أنم سوى ثلاث ساعات كبقية أفراد الوفد، فقد كنا نستمتع بتجارب بعضنا البعض مع عوائلنا اليابانية. أول ما بدأت به هو الاتصال بالجميع لإيقاظ النائم منهم خوفا من تأخر أي واحد منهم على موعد انطلاق الباص. استيقظنا وتناولنا وجبة الإفطار، ثم ركبنا الباص وانطلقنا إلى معلم من معالم وآثار واكاياما، وهو كهف رائع تحت البحر، وقد دخل ضمن التراث العالمي حسب تصنيف منظمة اليونسكو. كانت زيارة رائعة استمتعنا فيها بجمال الطبيعة.
كانت هذه الزيارات آخر برامجنا في واكاياما، فانتهت بها أياما جميلة بالنسبة لنا، أحسسنا فيها بدفء العائلة ولو بشكل جزئي، وحصلنا فيها على خبرات أعتقد بأننا سنحتاج أضعاف هذا الوقت لتعلمها من أماكن أخرى.
بعد ذلك انطلقنا إلى المطار للعودة إلى طوكيو، وانقضى معظم اليوم في الطريق، ولكن في هذه المرة استفدنا كثيرا من هذا الطريق الطويل -بالنسبة لأهل البحرين- فقد دخلنا في العديد من الحوارات والنقاشات مع بعضنا البعض، انقضى الطريق بها. حتى وصلنا إلى المركز الشبابي الوطني، وهو المكان الذي سيكون منزلنا للأيام السبعة القادمة، أي في أيامنا المتبقية في اليابان. بدأنا بجلسة بسيطة للاضطلاع على أهم الإرشادات والمرافق التابعة للمركز، ثم أردنا الذهاب إلى غرفنا، ولكننا فوجئنا بمجموعة كبيرة من المشاركين اليابانيين الذين لم نشاهدهم من قبل وهم يحيوننا رافعين أوراقا من تلوينهم وإبداعهم تحوي أسماءنا. كانت بالفعل لفتة جميلة فرحنا بها. وصلنا غرفنا لنكتشف أن عرض الغرفة لا يتعدى المترين وطولها لايتعدى 4 أمتار، بالفعل كانت الغرف صغيرة جدا، ولكن رغم ذلك ارتحنا منها وسارعنا بترتيب أدواتنا فيها، وانطلقنا لتناول وجبة عشاء سريعة قبل بدء أول برامج السفينة الرسمية والتي تضم جميع المشاركين، وهو برنامج خفيف لكسر الحواجز بين المشاركين.
بدأ البرنامج بحماس وتفاعل واضحيْن من جميع المشاركين، فقد عمل الجميع بجهد كبير للوصول إلى هذه النقطة. بدأ البرنامج وتوزع الجميع إلى مجموعات، والتقينا بأعضاء مجموعتنا التي سنكون معهم في معظم برامج السفينة. بعد ذلك بدأت المسابقات الحركية التي تهدف إلى كسر الحواجز بين المشاركين، وهي مسابقات لاتخلو من أمور مخالفة لديننا وعاداتنا، فأصبح من المعروف لدينا وكأنه قانون، بأنه مامن تبدأ هذه الأمور حتى ترى البحرينيين في خلف القاعة او خارجها، وهذا أمر أرى أنه مميز لدى أعضاء وفدنا، وأسأل الله أن يثبتنا على مانؤمن به، لا أن نكون كغيرنا من الوفود "الإسلامية" -وللأسف- التي تنسلخ من كل ما تؤمن به وكأنها لا تمت له بصلة، وبالطبع فهذه الوفود لا تكون لها قيمة، كحال كل من يملك مبادئ ولا يتمسك بها.
بعد الانتهاء من البرنامج خرجنا جميعا ذاهبين إلى غرفنا للنوم بعد هذا اليوم الشاق، والذي لم نحصل فيه على راحة منذ الصباح، ولكن حدث ما لم نعلمه، حدث أمر جعلنا نبقى حتى منتصف الليل خارج غرفنا، فقد بدأ الثلج بالتساقط، بدأ خفيفا ثم ازدادت شدته حتى غطى الثلج جميع الأشجار والطرقات. فرحنا كثيرا بذلك وجلسنا لالتقاط الصور، وبدأنا معارك ثلجية، وقضينا وقتا ممتعا أنسانا التعب.
كان اليوم وعلى بساطة برنامجه يوما رائعا حقا.

خواطر:
1- الإنسان الذي يؤمن بمبادئ (مهما كانت)، ويتمسك بها، سيجبر الآخرين على احترامه واحترامها، والذي يتنازل عن مبادئه فلا شيء يدعو الآخرين لاحترامها له.

2- في معظم الأحيان نوايا النفس تظهر من خلال الفعل، فالنوايا الحسنة تعرف، والنوايا السيئة كذلك.


أحمد العوضي
23/1/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق