الجمعة، 27 يناير 2012

09 - بداية العمل


كان صباح هذا اليوم مميزا، فهو يوم بداية البرامج الحقيقية على السفينة. بدأنا يومنا بشرح لبرنامج الأيام المتبقية لنا في اليابان (أيام إعداد ماقبل الإبحار)، ثم تكلموا عن اللجان الموجودة على السفينة كاللجنة الإعلامية، ولجنة العروض الوطنية، واللجنة الرياضية، وغيرها من اللجان. وكانت لجنتي قد حُدِّدَت من البحرين، وهي لجنة العروض الوطنية، ومسؤوليتها هي مساعدة الوفود الأخرى في عروضهم. والعروض الوطنية هي أنه يتاح لكل وفد أن يشرح ويعرض شيئا من ثقافته لجميع المشاركين في مدة لاتقل عن الخمس وثلاثين دقيقة، ولاتزيد عن الخمسين.
بعد شرح جميع الأمور المتعلقة باللجان والنظام على السفينة، توجه أعضاء كل وفد إلى القاعة المخصصة لهم للتمرن على عرضهم الوطني. وبعدها اجتمعنا ولأول مرة بأعضاء الدورات النقاشية التي نشارك فيها. والدورات النقاشية هي من أهم البرامج الموجودة على السفينة، وهي عبارة عن مجموعة دورات كالتطوع والقيادة والإعلام، تدار من قبل بعض المتخصصين. وكل مشارك بالسفينة يجب أن يشارك بدورة من الدورات التي ستستمر طوال فترة الرحلة. بالنسبة لي، شاركت في دورة الإعلام.
تنوعت البرامج في اللقاء الافتتاحي لكل دورة، وكان ماقمنا به في الجلسة الافتتاحية لدورتنا عبارة عن مجموعة من المسابقات الخفيفة للتعارف، بعدها تكلم مسؤول الدورة عن أهمية الإعلام ومدى تأثيره في المجتمع. كان اللقاء جميلا، وأحسست بأن هذه الدورة ستفيدني بشكل كبير.
بعد الانتهاء من الجلسة كان البرنامج هو فترة مفتوحة للجميع، فخرجنا مع أعضاء وفدنا بصحبة صديقنا مصعب الذي وبكل صراحة لم يقصر معنا منذ وصولنا، فهو دائما مايكون متواجدا لمساعدتنا في التجول في المدينة خلال الفترات الحرة. وكانت الوجهة هذه المرة مميزة، فقد أجمع أعضاء الوفد على الذهاب إلى مطعم جيد، بسبب أن الطعام المقدم لنا في مركز الشباب (المكان الذي نسكن فيه الآن) الهدف الوحيد من أكله هو البقاء بصحة جيدة لإنجاز المهام اليومية (مَشْ حالِك). فذهبنا إلى أحد المطاعم الراقية التي تقدم لحما استراليا. وسبب ذلك أنهم في استراليا يذبح معظمهم الأغنام ذبحا إسلاميا. وصلنا هناك وكان كالواحة للظمآن، وقد كان هناك بوفيه راقي جدا مكون من مجموعة رائعة من الخضروات والحلويات، وسأكتفي بهذا الوصف بالنسبة للعشاء.
بعد ذلك عدنا إلى السكن، والتقينا بمجموعة من أعضاء الوفد النيوزلندي وقضينا وقتا رائعا وممتعا، فهم فكاهيون وخفيفوا الظل بدرجة خيالية. لم تتوقف هذه الجلسة الرئعة إلا بعد أن تأخر الوقت وأصبح صوتنا مزعجا لأصحاب الغرف المجاورة.

خواطر:
1- نظام الاغتسال في المركز الشبابي هو الحمام العام، وبالطبع هذا يتنافى مع ديننا وأخلاقنا، لهذا تم منحنا مفاتيحا لغرف خاصة لنستخدمها في الاغتسال. يزداد إعجابي بالأدب والاخلاق العالية لدى الشعب الياباني في كل يوم، ولهذا فإن اليابان هي الدورة الأنسب لاحتضان برنامجا متنوع الثقافات والآراء كهذا البرنامج، ونحتاج نحن في أوطاننا إلى مثل هذا الاحترام للاختلاف.



أحمد العوضي
24/1/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق