الجمعة، 20 يناير 2012

05 - الطريق إلى عائلتي بواكاياما..


الجمعة هو يوم مبارك بالفعل، فقد كان هذا اليوم رائعا ومليئا الفرح رغم طوله. استيقظت اليوم على نبأ جميل من صديقي وزميلي بالغرفة وهو أن الثلج يتساقط الآن. هذا الخبر أفرحني كثيرا لأنني لم أر في حياتي الثلج وهو يتساقط كالمطر. فانطلقت مسرعا بأخذ غسل سريع وانطلقت إلى خارج الفندق، ولكن -وكالعادة- لما وصلت كان الثلج قد توقف. بعد هذه المحاولة الفاشلة انطلقت عدت إلى غرفتي للانتهاء من توضيب أغراضي استعدادا للانطلاق إلى محافظة واكاياما، والتي سنمكث فيها 4 أيام، نمكث فيها مع أحد العوائل اليابانية في منزلهم. انتهيت سريعا من توضيب الأغراض وانطلقت لتناول وجبة الإفطار ومن ثم الانطلاق إلى مطار داخلي للتوجه إلى واكاياما التي تبعد عن طوكيو مسافة رحلة جوية مدتها ساعة وربع. عوضني الله قبل ترك طوكيو بزخة جميلة من الثلج الأبيض، فرحت كثيرا واستمتعت بالثلج، وأتمنى أن يسقط علينا في البحرين.
انطلقنا إلى المطارن في الطائرة دخل أحد أعضاء وفدنا في حوار طويل مع أحد أعضاء الوفد التركي المسلمين،وفيما بعد شرح لنا ماتكلموا عنه، فكانت خلاصة الكلام أن معظم المسلمين الأتراك يشربون الخمر ولايمانعون في ذلك، حتى أن أب الشخص التركي -وعلى حد قول ابنه- شخص متشدد في الدين، وعلى الرغم من ذلك فهو يشرب. وبين التركي كذلك بأنه في كثير من الأحيان يتنازل عن مبادئه بسبب خوفه من الانتقاد من قبل زملائه الآخرين.
بعد هذه الرحلة انطلقنا برا مع أعضاء الوفد التركي إلى مكتب إدارة مقاطعة واكاياما، وفرحنا جميعا بطريقة تحية الموظفين لنا، حيث وقفوا على جانبي السلالم حاملين الأعلام التركية والبحرينية على الرغم من أن معظمهم كبار في السن لدرجة أننا أحرجنا من أنفسنا وكيف أن هؤلاء يحيوننا ويقفون من أجلنا، ولكن هذا هو كرمهم وأدبهم.
في أثناء اللقاء شرح لنا أحد كبار المسؤولين في المقاطعة -ولعله مدير مكتب رئيس المحافظة- عن المقاطعة بشكل عام وأخبرنا بأن هذه المقاطعة مشهورة ومميزة بالموارد الطبيعية، وكدليل على ذلك قدموا لكل شخص من الموجودين هدية رائعة، عبارة عن 3 قطع من البرتقال (الصنطرة). كانت حركة جميلة ولذيذة في نفس الوقت.
بعد اللقاء توجهنا إلى المركز الذي سنلاقي فيه عائلاتنا اليابانية. عندما وصلنا بدأ الكلام بين أعضاء الوفد في تفضيل الأسر وفي تمني الأسرة الأفضل من الانطباع الأول. تم التوزيع، وكان نصيبي أسرة مكون من أب وأم وابن (11 عام) وابنة (12 عاما)،  إضافة إلى طالبة أسترالية تقيم معهم في المنزل لمدة 6 أشهر وكلبة صغيرة. أول ردة فعل بالنسبة لي كانت الشعور بالفرحة العارمة، وحمدت الله على ذلك، لأنه يمكنني أن أتواصل مع العائلة، فالأم تعرف الإنجليزية معرفة تفي بالغرض، وفي حالة حاجتي إلى إيصال معلومة لم تفهمها فالطالبة الأسترالية موجودة لتترجم لي.
ذهبنا إلى المنزل،وكان منزلا جميلا رغم صغر حجمه. وقابلت والد ووالدة الأب وبدأت الأم بالطهي للعشاء. في هذه الأثناء كنا نتبادل أطراف الحديث مع الأبناء خصوصا وأن الابن يحسن الإنجليزية. وعندما جهز العشاء بدأنا بالوجبة مع تبادل أطراف الحديث حول الثقافة البحرينية واليابانية في الطعام، وكذلك النظام التعليمي. وسعدت كثيرا باحترام العائلة لي، فقد امتنعو عن تقديم اي طعام لايحل لي أكله. استمتعت كثيرا بالعشاء مع هذه الأسرة متعة ذكرتني بمتعة تناول وجبة مع عائلتي العزيزة، فقد كانوا يلعبون بعض الألعاب البسيطة التي اعتدت مع أسرتي أن نلعبها على طاولة الطعام.
بعد أن انتهينا من العشاء أعطيت العائلة بعض الهدايا التذكارية كنسخة مصغرة من دلة القهوة العربية، وكذلك مجموعة من الصور عن البحرين. إضافة إلى ذلك قدمت لهم "البلو" المصنع منزليا. وقد فرحوا كثيرا بالهدايا ووضعوا الدلة بجانب التلفاز في غرفة المعيشة. بعد ذلك تكلمت معهم حول حياتنا اليومية في البحرين وأريتهم بعض الصور لي ولعائلتي، وبالطبع كان الحوار جميلا ومسليا. بعد ذلك أخذت غسلا سريعا وتوجهت إلى غرفتي للنوم استعدادا ليوم مميز مترقب مع عائلتي اليابانية.

أحمد العوضي
20-1-2012

هناك تعليق واحد:

  1. واصل يالحبيب..
    والله ما هقيت اسلوبك طيب..
    نتابعك كل يوم^_^

    ردحذف