الثلاثاء، 6 مارس 2012

47 - الوقفة الأخيرة، والأخ العزيز


آخر محطات فوجي مارو قبل العودة إلى نقطة الانطلاقة، استيقظنا من الصباح الباكر ومعظم المشاركين لم ينامو أكثر من ساعتين فقط. بدأنا بالجمارك وتفتيش الغرف والأغراض الشخصية، ثم رحب بنا محافظ المنطقة بحفل ترحيب رسمي، شاهدنا فيه بعض المعلومات عن المنطقة، وبعض الرقصات الشعبية. زارنا في حفل الافتتاح بعض الضيوف المهمين بالنسبة لبعض المشاركين، فقد زارتنا العوائل التي سكن معها أعضاء الوفدين البيروفي والهندي، فالتقيت بعائلة زميلي بالغرفة وقد كانت عائلة لطيفة. بعدها وفي حوالي الساعة الثانية عشرة انطلق المشاركون لفترة حرة إلى الليل. انطلقت مع مجموعة كبيرة نوعا ما إلى المحطة ذات الأولوية القصوى، ذهبنا لتناول وجبة الغداء في أحد المطاعم الإيطالية المشهورة في اليابان. وزرنا كذلك أحد الحدائق الصغيرة ولكنها رائعة في تصميمها وجمالها. بعدها ذهبنا لزيارة إحدى القلاع الضخمة في المنطقة، واستمتعنا هناك بالمناظر الطبيعية الجميلة ومشاهدة بعض الأدوات اليابانية القديمة. بعدها توجهت مع مجموعة بسيطة إلى إحدى الحدائق التي تعد -حسب ماقيل لنا- تراثا عالميا. عندما دخلنا الحديقة تفاجأنا بأنها حديقة جميلة ولكنها لا تحوي شيئا مميزا، ولكن رغم ذلك استمتعت هناك بسبب المجموعة التي كنت معها. بعد ذلك عدنا إلى المنطقة التي تناولنا فيها الغداء، فتناولنا فيها العشاء كذلك، ولكن في أحد المطاعم الهندية. بعد ستة وأربعين يوما من السفر، وبعد زيارة الهند وسريلانكا، تناولت أخيرا البرياني في اليابان. ثم تسوقنا قليلا وعدنا إلى السفينة قبل انتهاء وقت الفترة الحرة.
كانت الفترة الحرة لهذا اليوم رائعة فقد كانت فرصة ممتازة للخروج مع أخي عبدالخالق من سريلانكا، كما كانت فرصة أكثر للكلام مع بعض الكنديين الذين جاءوا معنا في الفترة الحرة.
بعد العودة إلى السفينة كنت متعبا جدا، وخصوصا مع المرض، فأردت أن أخلد إلى النوم سريعا. وأنا في طريقي إلى الغرفة التقيت بعبدالخالق مرة أخرى قريبا من غرفتي فأردت أن أهديه بعض الهدايا. كنت أود أعطيه الثوب لأنه أفضل ما أملك على السفينة، ولكنني أهديته زميلي في الغرفة، ففكرت فيما يمكنني تقديمه له، فعبدالخالق بالنسبة لي ليس كأي مشارك أو صديق، فهو أخ عزيز. كنت أفكر فيما يمكنني أن أقدمه فتذكرت شيئا رائعا يمكنني تقديمه له، "الجاكيت" الذي اشتريته مؤخرا، وهو الذي كانت تبيعه المؤسسة العامة بمناسبة العيد الوطني. فسعدت بإهدائه هذا الشيء المميز. بعد ذلك أهداني هو كذلك بعض الهدايا البسيطة، ثم ذهبت للنوم، فعلي العديد من الأمور المهمة التي علي تنفيذها ولن أستطيع عمل ذلك وأنا متعب مرهق.

أحمد العوضي
2/3/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق