الأربعاء، 8 فبراير 2012

18 - أول أيام العمل على "فوجي مارو"


بدأ يومنا بجو جميل، وموج هادئ، هذا هو السبب الرئيسي لتحسن الوضع العام. بدأنا ولأول مرة البرنامج الثابت الذي سيستمر طوال الرحلة، وهو الاستيقاظ على اتصال من المجموعة المسؤولة لإيقاظ الجميع في تمام السابعة والنصف، ثم خمس وأربعون دقيقة لتناول الإفطار، بعدها التجمع أو الطابور الصباحي الذي يشمل عزف النشيد الوطني لإحدى الدول ثم فقرة للمجموعة المسؤولة عن الطابور، وأخيرا بعض الإعلانات من الإدارة.
بعد هذا كانت فترة الدورات النقاشية، وكانت أول جلسة رسمية للدورة، اسمتعت فيها كثيرا، فقد كان النقاش جميلا ومفيدا، وتنوع أسلوب النقاش مما أبعد عنا الملل الناتج عن المحاضرات المتواصلة. بعدها كانت فترة الغداء، ثم اجتمعنا مع أعضاء لجاننا لمناقشة آخر المستجدات. لجنتي هي -كماذكرت سابقا- لجنة العروض الوطنية، تم تحديد الأعضاء الذي سيساعدون كل دولة من الدول المشاركة، وكان نصيبي هو المساعدة في نصف هذه العروض.
بعد ذلك بدأنا أول حصص النوادي الفنية. وقد وقع اختياري على النادي البرازيلي لفن القصص البرازيلي، وهو عبارة عن تأليف بعض القصائد على أوزان معينة، ثم تلحينها وعمل مجموعة من الرسمات الفنية بطريقة خاصة، لنحصل في النهاية على أغنية ملحنة تحكي قصة مصورة أمامنا. بالطبع هذا الفن صعب جدا، وخصوصا بالنسبة لي، فأنا -كما يعرفني الجميع- لا أتقن أي نوع من الحرف اليدوية والمهارات الفنية التي تحتاج إلى رسم ونحت وقص وما إلى ذلك. السبب الوحيد الذي جعلني أختار هذا النادي هو عدم وجود أية خيارات أخرى، فجميع النوادي الأخرى إما للرقص أو من يديرها فتيات ولا بد للمشارك في النادي أن يلمس فتاة كنادي الكاراتيه والآيكيدو.
المهم أننا بدأنا أول حصص نادينا البرازيلي، وبدأناه بشرح مبسط لهذا الفن، ثم بدأنا أول مرحلة منه، وهي مرحلة تأليف القصيدة. كتبت شيئا بسيطا جدا، ولكنه يؤدي الغرض المطلوب منه. فرحت بما كتبته لأنني تذكرت أيام كنت أحاول أن أكتب بعض القصائد وأنا في المرحلة الإعدادية، وقد كنت لا أحسن الكتابة، فكان الناتج شعرا ركيكا كما وصفته إحدى قريباتي. فرحت لأنني تذكرت كيف كانت أمي تبتسم عندما تقرأ هذه الكلمات، فأحس بأنني أبلغ من أبو العتاهية ومن كعب بن زهير. فرحت لأنني تذكرت مكتبتي الجميلة المجاورة لسريري الدافئ بغرفتي ذات الألوان الزاهية. فرحت لأنني تذكرت موطني.
بعد ذلك بدأنا البرنامج المترقب، برنامج العروض الوطنية، والذي سيستمر معنا إلى نهاية الشهر، فكل يوم سيكون الدور على إحدى الدول لتؤدي عرضها. العرض الأول كالعادة كان لليابان، وكما المتوقع من مئة وأربعين مشاركا، كان العرض رائعا جدا، وبان الجهد الذي بذلوه في التدريبات في النهاية، فقد رأينا الكثير منهم يبكون فرحين بماقدموه.
روعة العرض الياباني حمّلنا حِملا ثقيلا، حيث ان عرضنا هو العرض الذي يلي هذا العرض المذهل، ولكننا أخذنا الموضوع بإيجابية وعزمنا على أن يخرج عرضنا بأفضل صورة ممكنة، لكي نبين للجميع شيئا بسيطا من حضارتنا.

أحمد العوضي
2/2/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق