الثلاثاء، 14 فبراير 2012

27 - احترام لرأي الأقلية، وأسف على جهل البعض


رقم قياسي جديد للاستيقاظ صباحا من دون أي تأخير، ستة وعشرون يوما. اليوم وللأسف توقف الرقم عند هذا الحد، فقد استيقظت متأخرا عن موعد التجمع الصباحي بخمس دقائق، فغيرت ملابسي سريعا وذهبت للتجمع من قبل أن تبعث القوات الخاصة (الإدارة) سراياها لاقتحام الغرفة كما فعلت بأحد أعضاء وفدنا. سجلت حضوري في التجمع ثم عدت سريعا إلى الغرفة لأنهي بعض الأمور كالاستحمام.
بعد أن انتهيت من الإجراءات الرسمية لكل صباح توجهت إلى البرنامج التالي وهو حصة جديدة من الدورات النقاشية، وفي هذه الحصة تكلمنا عن كيف يمكن للمعلومات أن تسبب العديد من المشاكل كما حدث في بريطانيا وأمريكا. ثم تم اقتراح العديد من المواضيع وتم التصويت على خمسة مواضيع لمناقشتها في هذه الجلسة، واختار كل مشارك الموضوع الذي يفضله. اخترت مناقشة موضوع "ماذا خسرنا باستخدام التكنولوجيا؟". كان نقاشا جميلا، وتكلمنا فيه عن مجموعة من السلبيات كقلة التواصل الاجتماعي على أرض الواقع، وعدم القدرة على التركيز في أداء أي عمل بسبب كثرة الأمور التي تشتت الذهن.
بعد ذلك كانت وجبة الغداء ثم فترة الدراسة الذاتية، وهي فترة في البرنامج من المفترض على كل مشارك المكوث في غرفته ودراسة أي شيء. لا أدري في ماذا فكر المنظمون عندما وضعوا هذه الفقرة، فنحن على سفينة ولايوجد أي مصدر للحصول على المعلومات من الخارج، ولم يتم إعطاءنا أي شيء من إدارة السفينة، فمالذي يجب أن ندرسه؟!. الذي أتخوف منه هو أن تكون هذه الفقرة لأجل المباهاة الرسمية -كما يحصل عندنا-، فيمكن أن يقال بأن المشاركين حصلوا على فترة يفكرون فيها ويدرسون بشكل انفرادي بعد كل هذه النقاشات الجماعية، ولكن الواقع يقول إنها فترة حرة للمشاركين، يمكنهم القيام بأي عمل يريدونه ماعدا الأمور التي تتطلب إذن رسمي كالرياضة واستخدام المسرح.
بعد الفترة الحرة توجهنا إلى القاعة الرئيسية، واستمعنا إلى برنامج الأيام الثلاثة القادمة في الهند. كما واستمعنا إلى بعض النصائح والإرشادات المتعلقة بعادات أهل المنطقة. وبعد ذلك بدأت الاستعدادات للعرض الوطني للوفد المصري، ولم يتوقف العمل إلا بعد الانتهاء منه. كان عرضا جيدا تكلموا فيه عن الحضارة الفرعونية، ثم تكلموا عن الثورة المصرية. الشيء الذي لم يعجبني في العرض هو أنهم اعترفوا بإسرائيل ونسوا فلسطين، فقد شرحوا أن مصر تقع غرب إسرائيل، ووضعوا خريطة لذلك، وكأن فلسطين قد اختفت من على الخريطة أو انحصرت في قطاع غزة.
وأقيمت بعض العرض فعالية بسيطة لجمع التبرعات لمصلحة مساعدة بعض المدارس في سريلانكا. الرائع في الأمر، أنهم منعوا الخمور لكي نتمكن من الحضور. كانت الفعالية جميلة، وقد بادر الكثير من المشاركين لتقديم مجموعة من الفقرات الممتعة. تلى هذه الفعالية احتفال الوفد المصري بالانتهاء من العرض الوطني، وهذا هو الوضع في كل ليلة، أن يحتفل الوفد بعد عرضه الوطني. الفرق في هذه الليلة هو أنهم جعلوا الاحتفال من دون خمور، فشاركنا فيه. ولكن المشكلة ليست في الخمور فقط، لهذا انسحبنا جميعا فور ما بدأت الرقصات المصرية المعروفة و "متعينا ياحاچّة".
وفي آخر برامج اليوم، اجتمع أعضاء وفدنا وتكلمنا في بعض الأمور المستجدة. ثم ذهبت إلى غرفتي وسلمت وجهي للذي فطر السماوات والأرض


أحمد العوضي 
11/2/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق