الثلاثاء، 14 فبراير 2012

28 - "ناماستي" چنّاي، وجامعة تبشيرية


عجيب هو أن تعيش على وطن متحرك ينقلك من مكان إلى مكان، تعيش يوما بشكل طبيعي وفجأة تخرج لترى عالما جديدا من حولك. استيقظنا صباح هذا اليوم وتوجهنا مباشرة إلى القاعة الرئيسية لشرح برنامجنا للأيام القادمة في مدينة "چنّاي" الساحلية بالهند. برنامجنا يشمل زيارات لبعض المراكز، وبعض القرى، إضافة إلى برنامج حر للتسوق. وشرح أعضاء الوفد الهندي بعض النقاط المهمة المتعلقة بثقافة أهل المنطقة وطريقة معاملتهم، وذكرت نقاط مهمة متعلقة بالتسوق، أعتقد أنها ستندم على ذكرها إذا شاهدتنا أثناء التسوق. ذكرت بأنه عند شراء أي غرض، علينا دفع نصف المبلغ الذي يطلبه البائع، لأنهم يرفعون الأسعار على الأجانب. تبادل أعضاء وفدنا النظرات ولسان نظراتنا يقول "هاردلكم يالهنود".
وصلنا الهند وبدأت إجراءات الجمارك والجوازات، وشتان بين الهند وسنغافورة،  فقد جاء موظفوا الجمارك بالهند وجلبوا معداتهم واحتلوا قاعة من قاعات السفينة لإنهاء الإجراءات، وكأن الأماكن في الهند قد انتهت فلم يبق إلا قاعات السفينة. خرجنا من السفينة لنحظى باستقبال حار رائع، فقد جاء المشاركون السابقون للبرنامج ليستقبلونا محملين بالهدايا التذكارية. وجاءت كذلك فرقة الأشبال الموسيقية من إحدى مدارس المنطقة. كان الاستقبال جميلا جدا، ولكنه لم يدم طويلا، فكعادة الجدول في البرنامج لا يمكنك الاستمتاع بالمكوث في المكان، بل عليك أن تشاهد الوضع للحظات ثم تنطلق للحاق بالبرنامج القادم. ركب المشاركون الباصات، وانطلقت كل مجموعة إلى أحد الأماكن. ذهبت مجموعتنا إلى إحدى الجامعات النسائية التي تأسست على يد المبشرين المسيحيين في أربعينيات القرن الماضي. شاهدنا في هذه الزيارة طريقة عمل الجامعة، والأقسام التي تحتويها. بالفعل هو عمل ضخم، فعدد الطلبة حاليا يفوق الثلاثة آلاف طالب، وبها العديد من التخصصات، إضافة إلى العمل التنصيري في تدريس المسيحية، ووجود سكن للطالبات في حرم الجامعة.
انتهينا من الزيارة بعد أن شربنا ولأول مرة منذ مايقارب الشهر شايا بالحليب، ولا أعتقد بأن هناك داعي لذكر أنني شربت أكثر من كأس واحد.
بعد الزيارة عدنا إلى السفينة، وكان هذا هو البرنامج الرسمي لهذا اليوم. من أجل ذلك نظم الوفد الفنزويلي حفلة في السفينة، ولأجل حضورنا، جعلوا أول ساعة ونصف من الحفلة من دون خمور، فشاركنا واستمتعنا بالطعام الفنزويلي وبمشاركة الجميع في الحفلة. بعد أن انتهت الساعة والنصف، خرجنا من الحفلة وعقدنا اجتماعا مهما مع أعضاء الوفد لمناقشة بعض المستجدات. بعد ذلك أنهكنا التعب فعدت إلى غرفتي وسرحت في عالمي.

خواطر:
1- عندما رأيت هذه الجامعة المسيحية، علمت كيف أن عملا بسيطا لا يتجاوز المشاركين فيه الثلاثين طالبة يمكن أن يتطور ليصبح صرحا كبيرا. وتذكرت أعمال الشيخ عبدالرحمن السميط في أفريقيا، وكيف أن الناس من الممكن أن تفكر بأن إنشاء مركز صغير لتعليم الإسلام أمر بسيط، ولكنه ببركة الله وبجهد وعمل المخلصين ممكن أن يكون منارة للهدى في أي دولة من دول العالم. وصدق المصطفى (ص): ((لاتحقرن من المعروف شيئا)).


أحمد العوضي
12/2/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق