الخميس، 23 فبراير 2012

32 - مرحبا كولومبو، التواصل مع العالم، وهذه سريلانكا


تغيير جديد عن الروتين اليومي على الأبواب. وأقصد بالروتين اليومي هو الحياة على السفينة، فعلى الرغم من تنوع البرامج إلى أن الطابع العام واحد، والتوقيت اليومي واحد، والأماكن التي نجلس بها ونقيم فيها الأنشطة هي هي لا تتغير. اليوم هو يوم وصولنا إلى العاصمة التجارية لسريلانكا كولومبو، أجل كولومبو ليست عاصمة سريلانكا كما يتوقع الكثير، بل هي العاصمة التجارية، وعاصمة سريلانكا الحقيقية هي سري جاياواردنابوري كوتي. استيقظت صباحا على أصوات موسيقى الفرق السريلانكية التي كانت بانتظارنا في الميناء. انتهيت من الإجراءات الصباحية (أسنان، استحمام،.. إلخ) سريعا، وخرجت لمشاهدة هذا الاستقبال الرائع والجميل، فأعلام الدول المشاركة ترفرف في الميناء، والفرق الموسيقية الشعبية والحديثة في كل مكان، إضافة إلى اللوحات الترحيبية الكبيرة.
استمتعنا بالاستقبال الحافل، ثم انطلقنا إلى القاعة الرئيسية لبدء برنامج اليوم. بدأ البرنامج بعرض جدول الفعاليات والزيارات خلال فترة مكوثنا في سريلانكا، ومن خلال العرض استبشرت بالبرامج لأنها متنوعة وجميلة. بعد ذلك تم عرض بعض المعلومات التي يجب معرفتها عن سريلانكا كطرق المواصلات والأماكن الأنسب للزيارات. بعد ذلك رحبنا بجمعية سفينة شباب العالم بسريلانكا، وقدموا لنا بعض النصائح والإرشادات كذلك. ثم بدأنا أول برامج سريلانكا بفترة حرة، سببت بعض المشاكل بسبب اختلاف الآراء حول المكان الأنسب للفترة الحرة، وكانت النتيجة أن يذهب كل شخص إلى المكان المناسب لرغباته. توجهت مع مجموعة إلى أحد المجمعات التجارية، تناولت وجبة الغداء واشتريت بطاقة هاتف سريلانكية، وبدأت الفترة الذهبية لي منذ بداية البرنامج، الفترة التي يمكنني فيها الدخول إلى الإنترنت وقت ماشئت وأينما شئت، فاستغللت الفترة خير استغلال، وبدأت بالاتصال بالحب الغالي، والمنبع العذب، والداي. فرحت كثيرا بهذه الفترة الحرة على الرغم من أنني لم أقم بشيء يذكر سوى شراء خط الهاتف. في طريق عودتنا وضعت سماعة رأسي في إحدى أكياس أحد الشباب، وركبنا "التوك توك" وهي عبارة عن دراجات نارية ذات ثلاثة إطارات، تعمل كسيارات الأجرة، وتحمل ثلاثة أشخاص كحد أقصى. عند وصولنا إلى وجهتنا نسي صديقي الكيس في التوك توك، ولم نعلم ما العمل، كلمنا أحد أعضاء الوفد السريلانكي فكلم صاحب التوك توك، فأحضر الكيس لنا. فرحت كثيرا بعودة سماعة رأسي، فهي مؤنسي في الطرق الطويلة، ومدخلي إلى عالمي الخاص الذي أتذكر فيه وطني وصحبي وسيارتي العزيزة. وفرح صديقنا السريلانكي كثيرا بمساعدته لنا، شكرته كثيرا وشكرت صاحب التوك توك وأعطيته مبلغا إضافيا من المال لأمانته وتعاونه. بعد ذلك عدنا إلى السفينة وبدأن الاستعدادات لحفل العشاء الرسمي.
وصلنا إلى السفينة قبل موعد الحفل الرسمي بفترة طويلة نسبيا، فاستمتعت مع زميلي بالغرفة بلعب بعض الألعاب الرياضية الإلكترونية. بعدها استعددنا لحفل العشاء، وانطلقنا إليه. بدأ الحفل، وتكرر ماحدث في الحفل الرسمي في الهند، وتم تقديم الخمر، فخرجت من القاعة وذهبت إلى غرفتي واستغليت الوقت في الكلام مع الأهل في البحرين. بعد فترة من الزمن عدت إلى المطعم، لأجد رئيس وفدنا الذي خرج معي من الحفل يقف عن المدخل، فدخلنا معا لتناول العشاء، أو ماتبقى منه بعد انتهاء الناس. لا أعرف ما هو السبب الحقيقي ولكنني استمتعت كثيرا بهذه الوجبة. ربما لأنها أتت بعد أن ضحينا بالعشاء بسبب وجود الخمر بالقاعة، أو ربما لأننا كنا نأكل و الإداريون يريدون منا الخروج بأسرع وقت ممكن، فكان نوع من "التطنيش"، ربما ولكن لا أدري ما هو السبب الحقيقي.
بعد ذلك أردنا أن نجلس في مكاننا المعتاد في الفيراندا، ولكن كان المكان مليئا بالمشاركين، فقد تم توفير إنترنت للجميع في هذه المنطقة، فكان المكان هادئا رغم امتلائه، فالكل مشغول بأموره وعينه لا تغادر شاشة جهازه. عن نفسي عدت إلى غرفتي فقد كنت متعبا، إضافة إلى أنه يمكنني استخدام الانترنت وقتما شئت، فقمت ببعض المكالمات البسيطة مع الأهل والأصدقاء، وسلمت وجهي لفاطر السماوات.



خواطر:
1- عندما استعدت سماعة رأسي، وشكرت صديقي السريلانكي، فرح كثيرا وقال: "لاتخف، هذه سريلانكا". وكذلك فعل أحد أعضاء الوفد السريلانكي الآخرين. كل إنسان أنى كان مكانه وموقعه يمثل جهات أخرى، ومحسوب عليها، سواء كانت الجهة جهة رسمية أو منطقة أو عائلة أو أي أمر آخر. ربما الشخص ينكر هذا الأمر ويقول بأن المسؤول الوحيد عن تصرفاته هو هو، ولكن لا يمكن إنكار أن الشخص إذا عمل عملا حسنا سيفتخر لأنه مثل نفسه والجهات الأخرى خير تمثيل.


أحمد العوضي
16/2/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق