الثلاثاء، 14 فبراير 2012

26 - يوم الفخر والاعتزاز


يوم مميز جدا، أعتقد أنه الأميز بين كل أيام السفينة، لأنه اليوم الذي تكلمنا فيه عن ديننا، هو اليوم الذي انبهر فيه جميع المشاركين بشمولية ديننا، وروعة أحكامه. استيقظت وأنا أدعو الله أن يوفقنا في عكس الصورة الحسنة عن دينه. مكثت في غرفتي أستعد للدورة حتى حان موعد التجمع الصباحي.
بعد الانتهاء من التجمع بدأت فترة الدورات، وفرحت كثيرا بالعدد المشارك في الدورة، وفرحت أكثر عندما علمت أن هناك ممن لم يحضر الدورة، أراد أن يشارك ولكنهم لم يستطيعوا ذلك بسبب محدودية المقاعد لكل دورة من الدورات التدريبية. بدأت بحمد الله وانطلقنا في هذه المهمة الثقيلة والصعبة، مهمة شرح الإسلام للجميع. تعاونا نحن المتحدثون الأربعة لإيصال المعلومات بأبسط وأوضح طريقة للشرح، واستقبلنا العديد من التساؤلات والأسئلة وجاوبنا عليها بأفضل مانقدر عليه. كان الإقبال على الأسئلة كبيرا، وهذا الشيء جميل جدا، لأنه يدل على الاهتمام بالموضوع، والبحث عن الحلول الصحيحة له. ماتكلمنا عنه هو دعوة إلى التفكر في الخلق للاقتناع بوجود الله، ثم تكلمنا عن أركان الإيمان والإسلام، إضافة إلى الأخلاق في الإسلام، وأهمية بر الوالدين والإحسان إلى الجار والآخرين. أما عن الأسئلة فقد كانت منوعة وكثيرة، أذكر منها أسئلة عن الجهاد، أسباب رمي الجمرات والسعي بين الصفا والمروة، نظرة الإسلام إلى الشذوذ الجنسي، نظرة الإسلام إلى سيدنا عيسى عليه السلام، وغيرها من المواضيع المهمة. وبعد ندوة استمرت مايقارب الثلاث ساعات، ختمت بقراءة من خواتيم الحشر.
لا أعلم مدى تأثر كل المشاركين، وما إذا اقتنع أحدهم بالإسلام ليعتنقه كدين، ولكن المهم بالنسبة لنا هو أن الجميع شكرنا على طرحنا، وأخبرونا بأنهم يشعرون بأنهم أصبحوا قريبين منا، فقد أزيلت حواجز التخوف من قلوبهم بعد أن رأوا صراحتنا في الإجابة على أسئلتهم. وهذا الشيء يفرحنا كثيرا، وفي نفس الوقت يحملنا مسؤولية كبيرة في الأيام التالية، فيجب أن نكون على استعداد في أي لحظة لأي سؤال عن الإسلام.
بعد الانتهاء من دورة الإسلام كانت وجبة الغداء، ثم بدأت دورة القيادة. كانت الدورة مملة بالنسبة لي، فمكثت فترة ثم ذهبت إلى غرفتي لإنهاء بعض الأعمال، ثم عدت والدورة في نهايتها. عندما سألت عما حصل، كانت الإجابات -كما توقعت- بأن ماطرح في هذه الدورة لا يختلف كثيرا عما طرح في دورة القيادة الأولى التي حضرناها في برنامج الإعداد في اليابان.
انتهينا من دورة القيادة والساعة تشير إلى الخامسة والنصف مساءا، فبدأت أستعد لصلاة الجمعة، فقد قررنا أن نصلي الجمعة لكي يرى المشاركون في السفينة طريقة الصلاة. بدأنا بالخطبة وبدأ الناس بالقدوم حتى امتلأت الغرفة، ثم حان وقت الصلاة فأراد المشاركون مشاركتنا في الصلاة فوقفوا معنا في الصف وصلينا ركعتي الجمعة تلتها صلاة العصر. بعد ذلك شرحت للحضور عدد الصلوات وأوقاتها وطريقتها، وكلمتهم كذلك عن صلاة الجمعة بشكل خاص، ثم تكلمت عن الجمع والقصر وكيف أنه جزء من التيسير على المسلمين.
بعد الانتهاء من الصلاة سؤلنا مجموعة من الأسئلة فجاوبناها ودخلنا في نقاشات جميلة حول بعض الأمور، وأبدى مجموعة كبيرة من المشاركين إعجابهم بما رأوه.
بعد ذلك ختمنا برنامج اليوم بالبرنامجين الروتينيين هذه الأيام. العرض الوطني، وكان الدور اليوم على الوفد الهندي. ثم آخر البرامج وهو التجمع في الفيرندا، والسهر واللعب مع الشباب.

خواطر:
1- الاعتزاز بالإسلام أمر لن يشعر به إلا من جرب واحتك بغير المسلمين وكلمهم عن الدين. اليوم ونحن نتكلم عن الدين تفاجأ الكثير منهم بأن الإسلام ليس كما يصوره الإعلام، دين همجي، يدعو إلى إبادة مخالفيه، وإلى ظلم الناس، وغير ذلك. وقد أخبرنا الكثير من المشاركين عن شعورهم حيال المسلمين بعد الدورة، فقد أخبرنا "هايمي" من بيرو بأنه ارتاح كثيرا لمسألة أن علماء الدين في الإسلام لايملكون السلطة على الناس، وأن كل شخص له الحق بأن يسأل عن الدليل.
2- عجبي لمن يحاول أن يدخل جحر الضب، لكي يقال عنه بأنه متحضر، تكلمت بالأمس عن العرض الوطني لتركيا، وكيف أنهم تركوا الأمجاد والحضارات وركزوا على أمور هامشية وعلى رقص. عرض اليوم وعلى الرغم من أنه من المعروف بأن الرقص في الاحتفالات الهندية أمر أساسي، إلا أن العرض الهندي ركز على الثقافة والوضع الحالي، واعتبر الرقصات أمرا هامشيا لكي يكسر روتين الكلام والمعلومات، إضافة إلى ذلك فالرقص في العرض كان بسيطا وخال من التعري الذي شمله العرض التركي.


أحمد العوضي
10/2/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق